مدرسة ذكور مخيم جنين بقلم المهندس محمد

الشلبي "ابو الامين" - مخيم جنين

مبنى مدرسة ذكور مخيم جنين الاعدادية سابقا- الابتدائية حاليا- هذا الصرح عشنا فيه فترة ذهبية من حياتنا، بل كانت أجمل ايام حياتي، ليست المباني هي التي ابهجت وانارت حياتنا، فقد كانت المباني ابسط من الحالية، بل كانت أشياء آخرى، كان الاتسان الذي يشغل تلك المباني هو اجمل وأروع ما فيها سواء كان المعلم أو الطالب كإفراز لأسرته، وكان شيء آخر (المادة التعليمية)، كيف تكاملت هذه الاضلاع الثلاثة، لنبقى نحن _بفتح النون وكسرالحاء_ الى تلك الفترة الذهبية من حياتنا، فترة دراستنا في مدارس الوكالة في مخيم جنين:1) المعلم : يستحق معلمونا في تلك الفترة الذهبية من تاريخ المدرسة قول امير الشعراء:قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولانعم كان معلموا المدرسة قمما وقامات علمية وتربوية راقية، علمونا فأخلصوا في تعليمهم، لم يبخلوا علينا بشئ، كنت أشعر بأنهم يتألمون لحال بعض الطلاب الذين كانوا متواجدين في الصف فقط بأجسادهم وعقولهم في مكان آخر، كانوا يريدون أن يصنعوا منا شيئا رائعا، وتحقق لهم ما ارادوا في معظمنا، ولذلك استحقوا احترامنا الى الابد فلم ولن ننساهم، ولإن كان أغلبهم يستحق أن نكتب ونذكر اسماؤهم بمداد من ذهب، ولكني سأحجم عن ذلك حتى لا ندخل هنا في جانب التصنيف بينهم، أطال الله في عمر من بقي منهم على قيد الحياة ورحم الله من اختاره منهم الى جواره.2) الطالب: أهم ميزة في طلاب زمان أنهم كانوا يحترمون المعلم ويبجلونه، ويحثهم الأهل على احترام المعلم، بل لم يكن يجرؤ أي طالب أن يشتكي لوالده عن أي معلم، حتى لو كان مظلوما، لأن موقف والده سيكون إلى جانب المعلم بدون فصال, ولذلك لم يكن امام الطالب الا خيار واحد وهو أن يصغي للمعلم في الحصة، ويدرس ليحصل على نتائج جيدة، ترضي المعلم والأهل. كان الأهل يريدون أن يعطوا لأبنائهم سلاح العلم، ليعوضهم عن اللجوء، وليكن العلم هو سلاحهم لاسترداد الوطن المسلوب.3) المادة التعليمية (المنهاج): كان المنهاج بسيطا وقويا في آن معا، كمثال على ذلك كان مقرر طلاب الاول والثاني الابتدائي كتاب واحد فقط، هو القراءة لخليل السكاكيني، وكان المعلم يعطي الحساب، والعلوم، والتربية الاسلامية والتاريخ والجغرافيا بدون كتاب مطبوع، وكان المعلمون يدرسون هذه المواد بإخلاص عوضنا عن عدم توفر الكتب، فعدنا هنا لدور المعلم الرسول الذي كان يعطي لأنه كان يشعر أنه يحمل رسالة تجاه ابناء وطنه، يريد أن يصنع جيلا متعلما يستطيع أن يواجه قوى الاحتلال بعلمه، ولم يشكل عدم توفر الكناب عائقا أمام شعوره بواجبه

الوطني.يتبع,,,,,,,,,, ملاحظة: الصورة مستعارة من صفحة مخيم جنين